السبت، 24 ديسمبر 2011

أي الرجال..؟؟





تغريني حكايات العشاق وتفاصيلهم الصغيرة..
تلك المروية بروية منهم..من لحظاتهم..من غفوة عين الزمن عن افتضاحهم
من قصيدة ترويها شفاهم.. من رواية تتداولها أيديهم.. من أغنية تتمتمها شفاهم..من ذكريات تختبئ بين أشيائهم..
من رسالة ذابت أوراقها تحت دموعهم..من صورة تعودتها أعينهم وأخذت ملامحهم..
من عطورهم التي تشي بهم وتفتضح التصاق صدورهم..
مذهلة حد الموت وشهية حد الاختناق وحالمة حد الحلم وشفافة حد التلاشي..!

لابد أني لمست الحب في مكان ما..لابد أني عشت فصلاً من روايته..
لابد أن ذاكرتي تحمل ملامح " بعض رجل"..

ومؤمنة جداً أن حكايتي الأكمل مازالت تغيب في المدى البعيد..
وأتسائل أي الرجال قد يثير كوامني لخوض مثل هذا الجنون.. لذات الجنون..
لأن أهب "أنا" جملة وتفصيلاً لـ "هو" وأن أسرق حياتي من حياتي وأتسائل بعدها أين أهدرتها؟؟!

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

الحقيقة




الحقيقة أن أصحاب الغياب أكثر خوفاً من الغياب المطلق الممتد لنهاية الحياة..
أوقات أتخذ غيابي ركني الهادي الذي أستجمع فيه شعث نفسي وأهتزازات قلبي وأرتعاد أوصالي..
أجمعني أكثر فأكثر..وأربطني بالصبر..وأهدهد جزعي بأن الغياب يشبه الحضور وأقول لنفسي (ستكونين أنتِ وشعور ما فقط..)!
مؤمنة بالفقد حد النخاع..قد أكون ضللت طريقي وأصبحت أسير في طريق أحسبه الأتجاه الصحيح..
يحمل لي العابرين فقط..أعلم يقيناً أنهم قد يتوقفون في مكان ما على جنبات الرحلة..أو تأخذهم مفترق الطرق في إتجاه بعيد..

ويسهل أن أنهض للوصل ..أن أغور أكثر في داخلهم وأبعثر حياتهم وأصنع منها طريقاً لحياتي..
قادرة تماماً على التوغل..أغرس وتدي وأنصب خيمة أشعاري داخل أرواحهم..أقلب عليهم عشائرهم وأوطانهم..أنفيهم من محيط أنفسهم..
وأصبح أنا سقف الظل وحنان الأم ووطن الحرية..وبلا إنصاف لهم..ولا لي..!!

وأغيب..وأطلقهم لفضائهم..ويسكنني ألف ألف حيرة.. وألف ألف ألم ..وألف ألف حنين..

ويقين أنهم الآن بخير..وأني سأكون بخير.

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

بين الشجر والبشر




كنتُ غاضبة قُبيل الفجر كثيراً..لدرجة أني شعرت أن وجنتاي تحترق..وأعلم أني عاصفة متطرفة حين تكون انفعالاتي في قمتها أي كانت..!!
ما أطفأ هذا الغضب إلا وضوئي وبعد أن صليت الفجر خرجت لفناء المنزل..كانت تعم المكان رائحة شبيه بالتراب المبتل حديثاً كأنها نسمات ماطرة من مكان ما..جلست على "الدرابزين" في مدخل المنزل وتنفست عميقاً..
رفعت بصري  للأشجار المنتصبة خارجاً بشموخ تتطاول على المنزل المكون من ثلاث أدوار.. أراقب جمال الضوء الساقط  على الأشجار من الإنارة الصفراء التي تبثها أعمدة النور طول الشارع فالشمس لم تمد نورها بعد.. والعصافير تنتقل بين أغصانها بصوتها الباعث على الحياة..
ارتسمت بسمة على وجهي سحبت كل ما كان في أعماقي خارجاً وولدتُ من جديد..بدأتُ أعد على أصابعي سبحان الله.. والحمد لله ..والله أكبر ..حتى فرغت..


وتساءلت..كيف يُجِّيد الشجر الاستماع بصمت ووقار لتغريد العصافير..رغم أن العصافير شقيه تنشر الضوضاء وتنقر أغصان الشجر تثير غضبها وتستفزها..إلا أن الشجر يبتسم بحكمة وتفهم ويفرد ذراعيه بوسع كرمه ويحتضن أعشاشها وكل خطيئتها..!

هل يستحيل أن أكون شجرة؟؟ وهل يجب أن تغضبني العصافير؟؟؟



ممتنه بعمق


عاجز الإمتنان لـ أولئك الذين أشبة بنسمة في يوم الحرور.. ظله في أسفار العبور.. رشفة تروي لدهور..
كم يكبل الكرم يد الجزاء..!؟

لحظة..تلك اللحظة وأن كانت قصيرة..
يمنحها البعض من أوقاتهم لمجرد التفكير بما يسعدني تربكني جداً..تلك القدرة للولاء والعطاء دون ثمن إلا بسمة تعطر لحظتي تخجلني..
حتى الحرف الذي يستغرق دقائق عبر الأثير مُتلهفاً لـ تقصي أخباري يأسرني..والعابرين بخشوع على أثر خطواتي حنينهم يضيء وطن الصمت ويمطر الحياة أمل..


وأقع في حيرة واسعة أي طريقة تلك الأكمل لـلوفاء..فقط الوفاء..
أما الجزاء فيبقى أقصر قامة مما تدسه أيديهم في روحي من نشوة وشجن..خليط من كل شيء أكون أنا..حاله أوسع من الإيجاز..أكمل من عجز بياني..
أخجلني هذا الترف
ممتنه بعمق.

الاثنين، 12 ديسمبر 2011

أبلة سعدية


كنتُ أُكمل الكتاب الموجود بين يدي وفجأة وصلت لسطر يقول:
"أجزم أن أكبر خديعة هي التي تقول كل شيء سعره فيه..إنها كذبة!"

ابتسمتُ بمعية هذا السطر بسمة لا تشبه إلا النصر في ساحة معركة..تذكرت نقاشي مع "أبله سعدية" عن الماركات وضرورة الانحياز جانبها حيث أنها الأفضل والأجمل والأكمل! أتذكر ليلتها أني كنت أعرض عليها ما سألبسه صباحاً حين الذهاب للمدرسة كنا مجموعة من المعلمات نسكن سويه
وحيث أن أمي غائبة وهي مرآتي الأصدق ألتجئ لصديقتي وأختي "سعدية" للمشورة ..تكبرني ببضع سنوات لم يجمعني بها جو العمل فقط.. لا..هي معرفة قديمة جداً منذ أن كنت أسرح شعري ظفيرتين كانت تشرح جدول الضرب والقسمة التي مازلت أكرهها لليوم..!

المهم..لبستُ "تنورة" من الجنز الأزرق الغامق "وقميص" قطني لونه أخضر فأمتدحته وراق لها وذهبت تتحدث عن الملابس القيمة والتي عادة سعرها فيها..
كان القميص بسيطاً جداً بفتحه مستديرة واسعة جهة الصدر تنزل للأكتاف وأكمام "حائرة" تصل للمرفقين وخضاره كان رائقاً نقياً..فأخبرتها سراً حتى أستفزها أكثر...
قلت: أني كنت أبحث عن شيء ما فمررت بمحل صدفه وكان القميص معروضاً على الواجهة فدخلت أسأل عن القميص وأخذته بعشر ريالات فقط..
ثارت ولم تصدق واقتربت مثل العجوز التي تتفحص عروسة لولدها قالت: "قماشه مميزة ..ولونه نقي.. وخياطته متقنه..مستحيل"
قلت: تعرفين أني لا أجيد الكذب لكن حينما تشترين من ماركة مميزة المرة القادمة احرصي على لبسها مقلوبة حتى يتسنى للناس معرفة ذوقك..أو أقتني ملابس من "مانجو" مثلاً فهم يضعون اسم الماركة خارجاً..

أنا لست ضد الأفضل لكني ضد عدم اكتشاف الآخر..وضد الأحكام المطلقة..!!
وكم غالي فقد ثمنه..على كل الأصعدة والمستويات.

رسالة ومتعلقات..



أقتباس من الرسالة:

،،" لا يُمكن للقنافذ ان تقترب من بعضها البعض ..فـ الأشواك التي تُحيط بها تكون حصناً منيعاً لها.. ليس عن اعدائها فقط ! بل حتى عن أبناء جلدتها.. فـ إذا طلّ الشتاء بـ رياحه المتواصلة و برودتها القارسة، اضطرت القنافذ للإقتراب والالتصاق بـ بعضها، طلباً للدفء و متحملة ألم الوخزات و حدّة الاشواك .. و إذا شعرت بالدفء ابتعدت.. حتى تشعر بالبرد فـ تقترب مرة اخرى

و هكذا تقضي ليلها بين اقتراب و ابتعاد.. الاقتراب الدائم قد يكلفها الكثير من الجروح.. والابتعاد الدائم قد يُفقدها حياتها ..",, أنتهى

 
ينفرج بريدي عن رسالة بعنوان :سألو حكيماً

باسم : ،،،ونمضي.

أفتحها وتتصفحها عينيا..تغص النظرة في دموعها ولا أكاد أرى كلمة من الرسالة..

تغيض وتفيض الدموع فتعود تنجلي الرؤيا وأكمل القراءة..لأكتشف أني أشبه هذه القنافذ تماماً..

بل وأتحرك بطريقتها وهذه مجمل حياتي وأوجاعي..!!



واكتشفتُ كذلك أني لن أتغير مطلقاً أظني لا أهاب الوحدة مثل تلك القنافذ أجثو في محاربها وأتلو صلوات الشكر وأتمتع بها..

لكن..لا يلبث السامع لقرع خطواتي في منحنيات الطريق المظلم.. إلا يحرضه فضوله على تتبعي وحين يقترب أكثر يرى بين يدي شمعة فتيلها متصل بقلبي..أشعلها رغماً عني لأهتدي في عتمة الطريق ..وما أن ألتفت حتى أجد فراشات ملونة تملأ المكان يغريها الوهج..

تؤنسني حركتها حولي  وتتصعد أحاسيسي مع حركة أجنحتها ..ألوانها المختلفة وأشكالها المتباينة تُكمل تفاصيل فكرتي الأكمل..لأصنع داخلي عالماً سحرياً من كل تفصيل..وتُحاك الصورة الكاملة تماماً.

وفجأة يقترب الفتيل من إحراقي ولا أتحمل الوجع فأسرع بإطفاء النار..أجثو مكاني و أتكور متألمة وتتوه الفراشات..


ويعم الظلام.

السبت، 10 ديسمبر 2011

لن أكابر..


 

سبحان الله مغير الحال ما أكرمك ياذا الجلال..كثيرة نعم الله على عبده..
غير أنه الإنسان وصفه الخالق بأبلغ وصف “إن الإنسان خلق هلوعا. إذا مسه الشر جزوعا. وإذا مسه الخير منوعا" المعارج
والحقيقة أن باقي الآية يستحق التأمل حيث أنه استثنى فئة من هذا الحال..سأترك لكم البحث

وأهم ماتعلمته أن كل علل البشر "قلة الإيمان" وأنا واحدة لا أستثني نفسي عن البقية..
بفقد هذا الإيمان تنحل المسافة الموجودة داخلي من الطمأنينة..حتى أجدها "ضاقت فلما أستحكمت حلقاتها"
يهب الله في طريقي مايلهمني تجلي البصيرة لــ أجدها "فُرجت وكنتُ أظنها لا تفرج"
مقطع هذه الفتاة كان أحد أهم أسباب تجلي بصيرتي على أنها تعاني من المرض وقت طويل إلا أنها مليئة بالشغف والحب..

لن أكابر على الحزن وسأحزن حينما يكون هناك مايدفعني نحوه..لكني أتحداه وأتحدى كل من يدفعني للألم..وكل من يخذلني..وكل من يعجز إدراكه عن استيعابي..
فقط بما أحمله داخلي من فهم لتفاصيل لاتكاد تتضح للجميع..

الحمدلله حمداً عظيماً مباركاً يملأ جنبات الأرض وأرجاء السماء ومابينهما حمداً حتى الرضا وبعد الرضا حمداً يليق بجلال الله.

رحمة الله عليك ياريما رحمة واسعة.